فی هذا الکتاب: تجد خطوات جبّارة نتمشى بها مع أسالیب و نتائج العلوم التی توصّلت إلى أسرار الذرة- و غزت الفضاء و احتلت القمر و نزلت فیها و کشفت من سنن الکون و أسراره و ظواهره ما یحیر العقول-
و نتمشى بها مع الأسالیب العقلیة من الفلسفات المیتافیزیقیة مقارناً بینها و بین سائر الفسلفیات من العلوم المادیة التجربیة.
... خطوات مبرهنة تملک من کافة البراهین الساطعة- نخطوها من الکون إلى خالقه- فی جدالٍ بالتی هی أحسن- و حوارٍ کما هو أحرى و أتقن.
نتماشى فیها مع المرتابین الذین زلت بهم الأقدام إلى حضیض المادیة العمیاء- نستعرض فیها نظرات الباحثین من القبیلین: الإلهی و المادی- بما یلاثم العلم و الفکر الیوم- رفضاً للإصطلاحات المعقَّدة التی لا شأن لها إلا تطویل الطریق و تعقیده.
تجد هنا جواباً کافیاً لهذا السئوال: هل لهذا الکون مِن إله؟
السئوال الذی طالما تتطلَّع الیه العقول و تتوق إلى معرفة الإجابة عنه فلسوف تتطلَّع مختلف العقول على شتات مذاهبهافی فکرة الإله: لمعرفة الجواب عن هذا السؤال.
سواء أکان السائل من المثفقین فی القرن العشرین- أم ممن ینحو منحى القدماء المیتافیزیقیین العقلیین المستأنسین بالأسالیب العقلیة المحضة- أم من البسطاء المتحللین عن کلتا الثقافتین و الفلسفتین.
فإننا سوف نتمشى فی هذا الحوار الشامل- مع السذّج البسطاء: بأحکام الفطرة و الحس و العقل الساذج- و مع العقلیین: بالفلسفات العقلیة المتحلِّلة عن الإصطلاحات- و مع الحسیین التجربیین: بالفلسفات المادیة و أسالیب و نتائج العلوم التجربیة التی توصلت إلى الذرّة و غزو الفضاء و احتلال القمر- فأخذت تصّعَّد نحو السماء حیث ضاقت علیها الأرض بما رحبت.