هنا نقدّم لمستنبطی أحکام الدین أصولاً لصالح الإستنباط تختلف عن سائر الأصول الفقهیة؛ لأنها ترتکن ـ کأصل ـ على الکتاب وعلى هامشه السنة المستفادة من دلالات الکتاب أو رموزه، وهما ـ ولا سیما الکتاب ـ غائبان عن العلوم الإسلامیة طوال زمن ـ ومع الأسى الشدیدة ـ قصورا، أو تقصیرا من مدراء الشرعة الإسلامیة، على جهدهم وطوال تأملاتهم و تعمّلاتهم.

فلا نجد القرآن بعلومه فی الأوساط الحوزویة أصیلاً، أو دخیلاً کما یحق، فضلاً عن سائر الأوساط الإسلامیة حیث تذروها الریاح.

و لقد قصّرت فرق المسلمین ـ على مراحلهم ـ بحق هذا الکتاب العظیم، وهو الثقل الأکبر حیث یحمل النوامیس الإسلامیة کرأس الزاویة من هندسة الإسلام إذ تبنی مدینة فاضلة ما أفضلها.

و هنا فصول ثلاثة: الأصول اللفظیة ـ ثم العملیة، المستفادتان من القرآن والسنة، ثم مائة أو تزید من أصول الإستنباط على أضواء نصوص قرآنیة، و أنّها هی الخطوة الأولى فی إستنباط الأحکام من القرآن العظیم کما یؤکد علیه الثِّقْـلان.


عنوان الکتاب : اصول الاستنباط 
المولف : آیة الله العظمی محمد الصادقی الطهرانی